عام

من هو الشيخ المهندس محمد المقرمي؟ بعد رحيله اليوم

توفي الشيخ اليمني محمد المقرمي، أحد كبار المشايخ في مجال التدبر القرآني والتفكر في آيات الله، اليوم 26 نوفمبر في مكة المكرمة بعد مسيرة حافلة في الدعوة الإسلامية والعمل الخيري.

وفاة الشيخ محمد المقرمي

وذكرت مصادر مقربة أن الشيخ الراحل محمد المقرمي توفي أثناء استعداده لصلاة الفجر في منزله، وكان يشرف قبل وفاته على مشروع بناء كبير في مدينة مأرب اليمنية يعرف باسم فردوس مأرب الكبير.

واكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة الشيخ محمد المقرمي، حيث نعاه آلاف رواد هذه المواقع ودعوا له بالرحمة والمغفرة، معبرين عن حزنهم الشديد لفقدان أحد أبرز الدعاة الذين تميزت دروسهم بتفاعل كبير خلال السنوات الماضية.

من هو الشيخ المهندس محمد المقرمي؟

الشيخ محمد عبدالله المقرمي من مواليد عزلة المقارمة في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز اليمنية، متزوج وله أبناء وبنات. حصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الكهرباء وعدة دبلومات عليا ودورات تدريبية، بالإضافة إلى إتقانه للغة الإنجليزية.

ورغم خلفيته الهندسية، اختار الشيخ المقرمي مسار الدعوة الدينية، واستقر في مكة المكرمة حيث قدم دروسًا في التدبر بالقرآن الكريم، مؤكدًا على أن التدبر عملية منهجية وليست عشوائية، ويشكل المرحلة الأخيرة في سلسلة من عمليات التفكير العميق.

عرف الشيخ المقرمي بمنهجه في التدين الفطري المتوازن القائم على القرآن والسنة النبوية، ومزج بين التوحيد الخالص لله والعبادة المعمقة. كما شارك في برنامج “يمانيون حول الرسول” الذي لقي نجاحًا كبيرًا وإقبالًا واسعًا لما قدمه من حوارات إيمانية عميقة.

فكر الشيخ محمد المقرمي: التدين الفطري المتوازن

يشير المقربون من الشيخ المقرمي إلى أن منهجه الدعوي قام على التدين الفطري، القائم على الوضوح وعدم التعقيد، وعلى احترام عقل الإنسان ورفض التقليد الأعمى. وركز الشيخ في خطابه على ضرورة الجمع بين العبادة القلبية والسلوك الأخلاقي، وبين العلم والعمل، مؤكدًا أن الداعية لا قيمة لكلماته إن لم تجسدها أفعاله.

وكان منهجه في التدريس قائمًا على التبسيط المعرفي، من خلال:

  • استخدام لغة واضحة بعيدة عن التعقيد.
  • ترتيب الأفكار ترتيبًا منطقيًا مستمدًا من خلفيته العلمية.
  • الاعتماد على النصوص القرآنية كمرجع أساسي.
  • تقديم نماذج واقعية تساعد المستمع على تطبيق المعاني.

لهذا السبب جذب طلابًا من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، واعتبره الكثيرون “قريبًا من القلب” و”سهلًا ممتنعًا” في أسلوبه.

التجربة الدعوية: حضور واسع داخل اليمن وخارجه

بدأت رحلة الشيخ الدعوية من حلقات صغيرة في المساجد، قبل أن تتوسع تدريجيًا مع ازدياد تأثيره وقدرته على إيصال المعاني العميقة بطريقة مبسطة. وأصبح خلال سنوات قليلة من أبرز الوجوه الدعوية في اليمن، خاصة في محافظات تعز ومأرب وصنعاء وعدن.

وتميزت أنشطته الدعوية بالتنوع:

  • دروس تفسير وشرح معاني القرآن.
  • محاضرات تربوية حول الأخلاق والسلوك.
  • برامج تعليمية للشباب والطلاب.
  • إرشاد اجتماعي في مناطق النزاعات.

وتوسعت أنشطته لاحقًا إلى المحتوى الرقمي، حيث قدّم سلسلة من البرامج والمحاضرات التي لاقت انتشارًا واسعًا عبر منصات التواصل، ومن أبرزها مشاركته في برنامج يمانيون حول الرسول بإشراف وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية.

أسلوبه في الإرشاد: رفق ورؤية عميقة

لم يكن الشيخ المقرمي مجرد خطيب رسمي، بل كان مربيًا حقيقيًا يحمل همّ إصلاح القلوب قبل إصلاح السلوك. اعتمد في خطابه على:

  • الابتعاد عن التشدد.
  • الدعوة إلى التوازن بين الدنيا والآخرة.
  • ترسيخ مبادئ الرحمة والرفق في التعامل.
  • تسهيل فهم النصوص دون تعسير.

وكان يرى أن الإصلاح يبدأ من الداخل، وأن التديّن الحق ليس صياحًا أو تشددًا، بل هدوءًا وبصيرة وحكمة. وقد ساعده هذا الأسلوب على اكتساب احترام قطاعات واسعة من المجتمع.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى